بسم الله الرحمن الرحيم \الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلَام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أُحييكم بتحية الإسلام، السَلامُ عليكم رحمة الله
وَبركاته، وبعد:أحب قبل أن أشرع بذكر مشكلتاي، أن أشكركم على هذا الموقع الجميل، جُزيتم الجنان،
وَخير الناس أنفعهم للناس، أسأل اللّه أن يرفع قدركم في الدنيا والآخره، اللهم آمين ?
* مشكلتي الأولى:
أنني أريد أن أصبح اجتماعية أكثر، وأن يكون لدي الجرأة للتعبير عن رأيي، لكن أنا صامته بكثير من الأحوال، مثلًا: أحيانًا أكون مع صديقاتي في المدرسة، لا أتحدث إلا نادرًا، فقط أكون مستمعه، وأنا بداخلي أتراقص أريد أن انطق
لكن دائما على هذا الحال اتصارع مع نفسي، وأيضًا مما يضايقني، أحيانًا أكون مع صديقتي لوحدنا أو أحدى قريباتي، فأنا أريد أن اتحدث لكن لا أعلم اعتدت الصمت، فقط هي تتحدث وانا استمع لها بتغيير تعابير وجهي:"")
وأحيانا يتضايقون لصمتي، ولا يعلمون ان بداخلي اريد ان اتحدث واسعدهم:(.......وأيضًا إن تكلمت؛ تكلمت بشكل سريع حتى انتهي بسرعة!!
* مُشكلتي الثانية:
ربما تكون مرتبطه بالأولى، لكن لأهميتها اعتبرتها مشكلة آخرى، هي أنني لا أستطيع ان اضع عيني بعين من يتحدث معي إلا قليل! وأيضًا عيني تدمع احيانًا لا ارادي، مثلا: أحيانا تتحدث معي صديقتي فتدمع عيني!!!!فاحاول تصريف الموضوع، مثلا اخرج منديل وكأن فيني حساسية زكام
واحيانا احاول ان التفت حتى تجف الدمعة! وهي يتغيير وجهها تظن بأنها قالت كلام يجرحني ومن هذا القبيل.:| وأخيرًا، أنا واثقة بربي ثم نفسي أنني قادرة لمواجهة هذه المشاكل والتخلص منها، فهلأ أعطيتموني وسائل:) بانتظاركم، بورك فيكم...
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على تواصلك مع موقع المستشار، وأشكرك كذلك على رسالتك.
الأخت الفاضلة ينشد كل إنسان أن يكون محبوبًا واجتماعيًا من قبل الجميع في حدود المعقول، وحتى يتحقق ذلك يجب عليه إعادة تقييم ذاته، وأعني بذلك أن بعض الناس تسيطر عليهم أفكار سلبية عن ذواتهم.
وذلك لتجربة بسيطة مرت بهم، أو نتيجة لأفكار خاطئة ومشوهة عن ذواتهم؛ ولذا فدائمًا نذكر بأن أفضل طريقة لإعادة الثقة بالنفس هي أن يبدأ الإنسان أولًا بأن يعيد تقييم ذاته، وأن يكون موضوعيًا ومنصفًا في تقييمه.
فمن أكثر المخاطر الشائعة أن يُجحف الإنسان في حق نفسه، وأن يكون قاسيًا عليها حين يقيمها، وأن يقلل من مقدراته وإمكانياته،لذا أدعوك لأن تعيدي تقييم نفسك، وسوف تكتشفين أنه توجد أفكار خاطئة ومشوهة حول ذاتك.
فمثلًا: ما الذي جعلك تعتقدين أنك غير محبوبة وغير اجتماعية من الجميع؟ حتى الأب والأم؟؟ كما أدعوك لأن تعيدي تقييم نصيحة الآخرين لك او نصحيتك لنفسك بأن تكوني أكثر جرأة ليس من الضروري أن يكون هذا الكلام دقيقًا، لان الهدوء والرزانة التي تمتازين بها يعتبرها البعض أيضًا صفة حميدة، وصفة مطلوبةز
وهي سمة من سمات الوقار لدى الفتيات، فأرجو أن تعيدي تقييم ذاتك، وسوف تكتشفين هذه الأفكار غير الصحيحة، ومن ثم يجب أن تتخلصي منها، وهذا يجعلك تتقبلى ذاتك وبالتالي عليك ان تعملي على تطويرها.
وهذا يتأتى من خلال تطوير المهارات الاجتماعية البسيطة، مثل الإصرار على أن تبدئي أنت بالسلام دائمًا، وأن تتبسمي في وجوه أخواتك، وأن تقللي من استعمال اللغة الحركية – أي لغة اليدين – وفي كل مجلس تجلسينه يجب أن تصري على أنك ستتطرقين لموضوع أو موضوعين، ويا حبذا لو حضرت هذه المواضيع مسبقًا، وحتى إن كانت حول أمور عامة، فهذا شيء حسن وطيب.
الأخت الفاضلة أقدم إليك بعض المقترحات التى قد تفيد إن شاء الله فى علاج مشكلتك وهذه المقترحات هي:
أولا: التحلي بالصبر والهدوء وألا تستعجلي النتائج أبدًا في علاج المشكلة:
الأخت الفاضلة:
يجب عليك التحلي بالصبر والهدوء في علاج المشكلة، كما انه لا داعي للقلق والخوف لان مشكلتك يعاني منها الكثير، وتم علاجها، كما يجب ألا تنسى أن حالتك بسيطة،وأن التغير لابد أن يأتي منك. كما يجب عليك ألا تستعجلي النتائج أبدًا، ولكن اعملي على تحسين حياتك فقط لأنك هكذا يجب أن تكون.
ثانيا: احرصي على التفاؤل:
إليك مجموعة من النصائح تساعدك على التفاؤل:
-عودي نفسك على التفاؤل والأمل.
- لا تسمحي للخوف والقلق والتردد أن يستولي عليك.
- اعلمي:أن النجاح ليس كل شيء، إنما الرغبة في النجاح هي كل شيء
- اعلمي: أنه خير للإنسان أن يندم على ما فعل، من أن يتحسر على ما لم يفعل.
- لا تجهلي مصدر قوتك الكامنة
- كوني واثقًا من نفسك وقدراتك.
- اعلمي أن السقـوط ليـس فشـلًا.. إنما الفشـل أن تبقى حيـث سقطـت
من يحمل النجـاح بداخلـه يجد النجـاح دائمـًا في الخـارج.
ثالثا: نصائح عامة تساعدك على أن تكوني اجتماعية:
- اخرجي للشارع واسألي عن أماكن أو محلات معينة حتى ولو كنت تعرفى مكانها وكيفية الوصول إليها، المهم أن تبادري الآخرين بالحديث ولا تنسى أن تشكر من سألتهم على لطفهم وأدبهم عندما أرشدوك للعنوان المطلوب.
- احرصي على مصاحبة احد الصديقات دوى الشعبية بين الناس.
- احملي معك كتابا أو شيئا ملفتا للانتباه يثير فضول الكثيرين(ارتداء زى جديد وفاخر)، وكنى جاهزة للرد على الاستفسارات أو ملاحظات الآخرين.
- احرصي على المشاركة في المناسبات المختلفة.
- احرصي على المشركة في الأنشطة الاجتماعية في المجتمع.
- ألقِى التحية يوميا على خمسة أشخاص غرباء على الأقل، ولا تنسى أن تكوني مبتسما عندما تلقي التحية.
- كنى دائما من يبدأ في الحديث مع الآخرين ومن أفضل وسائل افتتاح الحديث هو الثناء أو إبداء الإعجاب بصفة أو شيء معين في الآخرين.
- يجب عليك المبادرة في مساعدة نفسه على التخلص من الخجل الذي يصيبك عند الحديث مع الآخرين من خلال الإقدام على أداء شيء معين تخافي من الإقدام عليه.
- حاولي أن تكتب رسالة إلى نفسك عندما تكون لديك مشاعر داخلية حول موضوع معين وتريد التعبير عنها، وإذا لم تكن راغبا في الكتابة لا بأس من استخدام آلة تسجيل واستمع للشريط أو قم بقراءة الرسالة بعد الانتهاء من التسجيل أو الكتابة.
- اكتبي على الورقة ماذا تنوي القيام به وأسباب ترددك في القيام به ثم قيم نفسك من خلال تسجيل عدد المرات التي قمت فيها بالفعل بتنفيذ ما نويت وعزمت على أدائه، وماذا حدث لك بعد أن نفذت ما نويت.
- حاولي أن تتخيلي مواقف سوف تسبب لك القلق والارتباك والإحراج إذا ما أردت الحديث، وحاولي بالمقابل أن تفكري بما كنت ستفعلينه لو لم تكوني خجولة واستمري يوميا على نفس المنوال ولمدة أسبوع وبعدها إذا واجهت على أرض الواقع موقفا مثل ما فكرت به حاولي تطبيق الطوات التي فكرت به.
- ضعي نفسك في الطابور، سواء في السوبر ماركت أو الدوائر الحكومية....الخ. ولا تنسى أن تأخذي مكانك آخر الطابور ثم البدء فى الحديث مع الذي أمامك أو خلفك بسؤال مناسب لموقف الطابور.
وأخيرا أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: د. محمود فتوح
المصدر: موقع المستشار